jeudi 8 novembre 2012

فوائد حبة حلاوة

فوائد حبة حلاوة

الشمر أو حبة حلاوة من المكونات الغذائية التي يتغافل الناس عنها كثيرا
حبة حلاوة Fennel كما نسميها في المغرب ولها تسميات أخرى منها السنوت والبسباس البري والشمرة والشمر المر والشمر الحلو والشمر الوحشي والشمر الزهري. والإسم العلمي لهذا النبات هو Foeniculum vulgare. وهي حبوب منكهة لها رائحة زكية، كان الناس قديما يستعملونها لرائحتها أكثر ما كانوا يستعملونها لأهميتها الصحية. وجل الأبحاث تتحدث عن الزيت الطيارة التي تستخرج من هذه الحبوب، وهو الانزلاق الذي ضيع استعمال هذه الحبوب، وأصبحت تستعمل لأغراض أخرى لا تهم أهمية الحبوب الصحية ولا الغذائية. ولذلك لا نقبل استعمال أي جزء من أي نبات دون الأجزاء الأخرى، لأن التركيب الكيماوي لهذه الحبوب ينبني على استعمالها كاملة، وليس جزء دون جزء آخر. وانصرفت الاستعمالات إلى المواد الصناعية بدل المواد الغذائية. وربما لا يستعمل الناس الأوراق والجذور والسيقان لهذا النبات، وهي كلها أجزاء نافعة، وتدخل الجذور ضمن الطب النباتي، وتستعمل لتطهير الكبد ومنع التسمم وتضخم الكبد. لكن الدراسات تكاد تكون شبه منعدمة حول هذه الخاصية، وكل المعلومات التي يعتمد عليها الطب النباتي هي منقولة من الكتابات القديمة، وليست استنتاجات لأبحاث علمية سريرية إلا القليل منها، لأن البحث العلمي وإن كان يتناول بعض الأعشاب، فلا يزال غير واثق من فاعلية الأدوية النباتية كأدوية أساسية، وإنما كمكملات أو كمواد جانبية يبقى تناولها ترفيهي واختياري، ولا يفكر الناس في الحل الطبيعي إلا لما يستنفذوا الحلول الكيماوية والجراحية، وطبعا لما يصل المرض إلى مرحلته انهائية، آنذاك يبدأ الناس يسألون عن الطب الطبيعي والبدائل الأخرى.

1fb2f7acefccc33d20aa671ba6c5e87d فوائد حبة حلاوةوحبوب حبة حلاوة كانت معروفة في التغذية العربية والمغربية على الخصوص، لأن هناك طريقة ذكية كانت تستعمل بها هذه الحبوب، وهي إضافتها إلى الخبز مع حبوب أخرى منها الينسون أو النافع كما يسمى في المغرب، وكذلك الحبة السوداء. وتتميز حبة حلاوة والنافع بخاصيتها التي تجعل الناس يشبعون بسرعة، وهو إحساس جيد بالنسبة للذين يريدون خفض الوزن. وتعطي للخبز رائحة زكية من حيث يمكن تناول الخبز لوحده، كما كان الشأن من ذي قبل خصوصا بالنسبة للأطفال.

وتحتوي حبة حلاوة على مكونات غذائية قد لا توجد في الزيوت، ومنها المواد المانعة للأكسدة Phytonutrients ومنها الفلافونويدات وهي من نوعين الروتين rutin والكويرستين quercitin وبعض مركبات الكيمفيرول Kaempferol وهي المواد التي تعطيها قوة ضد الأكسدة. ورغم قوة هذه المركبات فإن خاصية مركب الأنيثول Anethole الموجود في حبة حلاوة يبقى المركب الأساسي لزيت حبة حلاوة، وقد أجريت تجارب على هذا المركب وتبن دوره في منع السرطان عند حيوانات المختبر. ويعزى هذا المنع إلى خاصية الأنيثول في خفض عامل السرطان الذي هو TNF أو tumor necrosis factor وبخفض هذا العامل تتوقف التغيرات على مستوى الجينات، وكذلك جزيئات الالتهاب التي هي NF-kappaB وقد بينت التجارب دور هذا المكون في وقاية الكبد من تعرضه للمركبات السامة.

ومما يعزز خاصية التضاد للأكسدة في الجسم عند حبة حلاوة هو احتواؤها على تركيز هائل من الفايتمين س، ويعتبر هذا الفايتمين من المواد المضادة للأكسدة الأولية الذائبة في الماء. وهو المركب الذي يطرد الجذور الحرة من كل الوسط المائي في الجسم. وبقاء هذه الجذور الحرة في الجسم يؤدي إلى خدش الخلايا الذي يؤدي إلى الألم وبعض الخلل الذي يتسبب في التهاب المفاصل وظهور بعض الريوماتويدات في الجسم. وينشط مركب الفايتمن س كما هو معروف الجهاز المناعي للجسم.

ومن ضمن المركبات الأساسية التي تجعل حبة حلاوة من الحبوب التي يجب استهلاكها يوميا، نجد كل من الألياف الخشبية وحمض الفولك والبوتسيوم، وهي المركبات التي تحول دون ظهور أمراض القلب والشرايين وتحفظ القولون. ويرجع ذلك إلى خاصية الألياف في خفض الكوليستيرول في الدم وكذلك في إزالة المركبات السرطانية من القولون. ويلعب حمض الفولك الدور الأساسي في تحويل مركب الهوموسيستاين إلى مركبات غير ضارة، ونعلم أ، وجود الهوموسيستاين بمستوى مرتفع في الدم قد يهدد الأوعية الدموية ويقود إلى السكتة القلبية أو أي نوع من الأمراض القلبية. ويساعد على هذا الدور مركب البويتسيوم الذي يوجد كذلك بنسبة عالية في حبة حلاوة. وتحتوي حبة حلاوة على مركبات مغذية أخرى ذات أهمية قصوى كذلك ومنها الكلسيوم والفوسفور والمنغنيز والموليبدينيوم والمغنيزيوم والحديد والنحاس. وتحتوي حبة حلاوة على قليل من الأستروجينات النباتيةPhytoestrogens التي تسهل ضبط كثير من الوظائف، ومنها السمنة وضبط الدورة الشهرية عند النساء.

ولاتوجد هذه المركبات في الزيت الطيارة لحبة حلاوة، لأنها مواد غير طيارة، ولا تخرج مع الزيت الطيارة أثناء التقطير. ولتكون الفائدة كبيرة يجب استهلاك الحبوب كاملة مع أية وجبة غذائية، وربما تكون مع الخبز سهلة واعتيادية كما كان ذلك من قبل.

ونظرا لوجود هذه المكونات الكيماوية الهامة في حبة حلاوة، فاستعمالها يكون مع الأغذية وليس للدواء، لكن في بعض الحالات يمكن تناولها كمهدئ وكملين ومطهر للصدر والجهاز التنفسي، ونجد في كثير من الكتابات القديمة أن حبة حلاوة كانت تستعمل ضد لسعات الأفاعي والثعابين في الصين والهند. وتضاف الزيوت الطيارة إلى كثير من الأدوية لأنها تحتوي على الأنيثول الذي يمنع تشنج العضلات البيضاء، وبذلك فهو مفيد في إزالة الغازات من الأمعاء، وهو مدر للبول ومنشط بمستوى خفيف، وقد كان يستعمل لدر الحليب عند المرضع. وتستعمل كذلك حبة حلاوة في كثير من الخلائط التي تساعد على النحافة أو على خفض الوزن والتخلص من السمنة. وتستعمل الجذور كذلك إلى جانب الحبوب في وقاية الكبد. لكن هذه المعلومات تبقى رهينة البحث العلمي والتجارب السريرية لمعرفة مدى فاعليتها وكيفية استعمالها، لنستفيد أكثر، لكن هذا لا يمنع استعمالها مع الأغذية ضمن النظام الغذائي.

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire